استضافت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة، السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، في ندوة حوارية موسعة، بحضور عدد من رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الإصدارات الصحفية القومية؛ تناولت أوضاع الجاليات المصرية بالخارج وجهود الدولة في عدد من الملفات والمبادرات المطروحة والتيسيرات والمحفزات المقدمة لهم خلال الوقت الراهن، والإجراءات التنفيذية لجذب استثمارات المصريين بالخارج إلى الداخل، إضافة إلى بحث التعاون والتنسيق بين الوزارة والهيئة خلال الفترة المقبلة
أدار الندوة الدكتور أحمد مختار، وكيل الهيئة، بحضور المستشار عادل بريك، وليد عبدالعزيز، سامح عبدالله، أعضاء الهيئة، مروة السيسي، الأمين العام للهيئة
في بداية الندوة، رحب المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة، بالسفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وأكد أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الأهمية لترسيخ وتعزيز التعاون والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وأشار إلى أن الوزارة حققت نجاحات كبيرة منذ إنشائها في سبتمبر 2015 تلبية لنداءات أبنائنا بالخارج، فهم جزء لا يتجزأ من وطننا -بل علي المستوى الشخصي أعتبرهم ممثلين وسفراء لبلادنا بحضارتها وثقافتها وأخلاقها المتفردة.
وقال الشوربجي إنه خلال السنوات القليلة الماضية ظهر جلياً الاهتمام الكبير الذي أولته القيادة السياسية للمصريين بالخارج، وذلك من خلال مبادرات رسمية تولتها وزارة الهجرة لإدارة ورعاية شئون المقيمين خارج الحدود الجغرافية للدولة حيث تعتبر الوزارة هي الجهة الرئيسية للتواصل معه، وقد نجحت بشكل كبير وملموس في ذلك، وأشار إلى أن الدولة المصرية كانت حريصة كل الحرص علي مشاركة المصريين بالخارج في كل شأن مصري ودعم حقوقهم السياسية والاجتماعية من خلال مشاركتهم الفعالة، بشكل يعظم انتمائهم للدولة المصرية؛ ففي مؤتمر الشباب الأخير كانت القيادة المصرية حريصة علي إبراز العناصر الناجحة والمتميزة من أبنائنا بالخارج من خلال تسليط الضوء عليهم وعقد لقاءات صحفية وإعلامية معهم، وكانوا حقاً نماذج مشرفة وعلي درجة كبيرة من الوعي بقضايا الوطن ورؤية القيادة السياسية المصرية
وأضاف رئيس الهيئة أن الدولة المصرية ومنذ تولي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مهام المسئولية؛ أطلقت فعاليات ومبادرات كثيرة تخدم أبنائنا بالخارج في العديد من المجالات، سواء في الإسكان، الاستثمار، التدريب، الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية، توفير فرص العمل، إحياء الجذور وغيرها كثير، وجاءت جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية ومؤخرا كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا؛ لتؤكد جميعها وتكشف أهمية الدور الذي قامت به الدولة ممثلة في وزارة الهجرة وبتوجيهات القيادة السياسية في التواصل الناجح مع أبنائنا بالخارج وتذليل كافة الصعاب أمامهم
وأشار المهندس عبدالصادق الشوربجي إلى أن العالم أجمع يمر بتحديات اقتصادية صعبة للغاية، ومصر ليست بمعزل عن المجتمع الدولي وقضاياه، الأمر الذي يتطلب من الجميع تكثيف العمل والإنتاج لدفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام، أما أبنائنا في الخارج فدورهم بالغ الأهمية من خلال المساهمة الفاعلة في استغلال الفرص الاستثمارية التي توفرها الدولة
وأكد الشوربجي استعداد الهيئة الوطنية للصحافة للتنسيق والتعاون مع وزارة الدولة للهجرة في تنفيذ توجهات الدولة في مختلف الملفات وفيما يتعلق بشئون المصريين بالخارج ودعم كافة المبادرات التي تستهدف صالح الوطن والمواطنين.
من جانبها، أعربت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن سعادتها بتواجدها في الهيئة الوطنية للصحافة، موجهة الشكر للمهندس عبدالصادق الشوربجي على تنظيم هذه الندوة مع كوكبة من رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية، وأكدت أنه تم العمل خلال الفترة الماضية على إيجاد العديد من المحفزات والمميزات المخصصة للمصريين بالخارج وفقا لما تم التعرف عليه من طلباتهم خلال التواصل معهم سواء بطريقة مباشرة بمؤتمر الكيانات المصرية بالخارج أو الجولات الخارجية أو من خلال مبادرة “ساعة مع الوزيرة”.
وأشارت الوزيرة إلى العمل على إعداد تطبيق إلكتروني واحد للمصريين بالخارج بالتعاون مع وزارة الاتصالات لتيسير وصول المصريين بالخارج لكافة تلك المميزات، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للاستفادة من خبرات الشباب والعلماء من المصريين بالخارج في جميع مجالات التنمية وتوفير جميع الامتيازات المقدمة من مختلف الجهات الحكومية عبر المنصات الإلكترونية وتطبيقات الهاتف المحمول فضلا عن تعظيم الاستفادة من المبادرات التدريبية التي تطلقها وزارة الاتصالات
وأوضحت انه تمت الاستجابة لمطالب أسر المصريين بالخارج حول تعديل مواعيد امتحانات “أبناؤنا في الخارج” واعتماد العام الدراسي على فصلين دراسيين بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك تمت الاستجابة لتوفير فرصة استثنائية لمدة سنة لتوفيق أوضاع الأساتذة الذين تخطوا الحد المسموح به من سنوات الإعارة أو الأجازات وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، فضلا عن طرح شهادات ادخار دولارية وودائع ذات عائد مرتفع بالبنك الأهلي وبنك مصر وتوفير مشروعات سكنية وأراضى بتخفيضات وأسعار تفضيلية مخصصة للمصريين بالخارج بالتنسيق مع وزارة الإسكان وإقرار تخفيضات غير مسبوقة على تذاكر الطيران على مدار 216 يوما والتي تصل لنحو 25% للزوجة و33% لاثنين من الأبناء وكذلك فتح السن للأطفال حتى 15 عاما وتخفيض التذاكر لطفلين اثنين
وأكدت السفيرة سها جندي تفعيل دور إدارة الشكاوى للعمل على مدار 24 ساعة استجابة للمشاكل الرئيسية للمصرين بالخارج، وتواجدها شخصيا وفريق العمل بالوزارة بصفحات المصرين بالخارج بكافة دول العالم للتفاعل المباشر معهم، وأشارت إلى أنه جارى العمل على إنشاء وتأسيس شركة استثمارية للمصريين بالخارج إلى جانب النقاش معهم حول أفضل المجالات التي يرغبون في الاستثمار فيها للخروج بهيكل إداري وتنفيذي من المساهمين وتذليل أي عقبه تواجهها لتحمل الشركة شعار “من المصريين للمصريين” ، وكذلك بحث إنشاء صندوق استثماري يستهدف دمج المستثمرين بالخارج في المشروعات القومية
وخلال الندوة، تم فتح باب المناقشات مع الوزيرة والتي دارت حول مهلة التيسيرات الممنوحة للمصريين بالخارج فيما يتعلق باستيراد السيارات وتشكيل تكتلات في الخارج تدعم التجارة والصادرات المصرية إلى جانب التمثيل التجاري ومواجهة الشائعات والاستفادة من الطيور المهاجرة في البحث العلمي داخل مصر وحلول الوزارة لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأوضحت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن مبادرة وقانون استيراد السيارات للمصريين بالخارج كانت حلما وتحقق، وأنه تم العمل على توفير تيسيرات لاستقدام سيارة من الخارج والتي من المقرر أن تنتهي في 14 مارس المقبل ووافق مجلس النواب مبدئيا على مدها شهرين إضافيين، وقالت إنه تم التنسيق مع الجهات المختصة للموافقة على جلب المصري بالخارج لسيارة بعمل وديعة بالدولار يتم استردادها بعد 5 سنوات بما يعادل قيمتها بالجنية المصري وقت الصرف ما يعد فرصة متميزة للاستفادة من هذا العرض وإتاحة الشراء من المناطق الحرة في مصر وتم التنسيق مع وزارة الخارجية لإلغاء كافة التصديقات الورقية بجانب إعادة النظر في قيمة الودائع وتقسيم السيارات إلى 3 فئات بحسب إمكانياتها هذا بجانب منح تخفيضات تصل إلى 30%
وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” أهم الملفات التي تعمل عليها الوزارة تنفيذا لتكليفات وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتوفير تدريب مهني بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية في إطار المبادرتين الرئاسيتين “حياة كريمة” و”مراكب النجاة
وأضافت السفيرة سها جندي أن الوزارة تعتزم التوسع في المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة” لتعزيزها بعناصر ومحاور جديدة وكذلك الخطة المستقبلية لافتتاح 7 مراكز تدريب جديدة بالمحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية بالوجه البحري في إطار خطة تأهيل وتدريب الشباب لإعدادهم لسوق العمل المحلى والدولي
وأكدت أن الوزارة تولى أهمية لتعزيز ارتباط المصريين بالخارج وأبنائهم بالوطن مع ضرورة الحفاظ على الهوية المصرية بين المصريين بالخارج ( خاصة أبناء الجيل الثاني والثالث والرابع ) وذلك من خلال تدعيم الروابط مع وطنهم الأم وزيادة الانتماء والولاء لديهم بهدف تكوين رأى عام وطني بين المصريين بالخارج يساند القضايا القومية والوطنية.