شارك البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية اليوم الإثنين في المؤتمر الدولي الذي نظمته جامعة الدول العربية بمقرها بالقاهرة، بالاشتراك مع المجلس العالمي للتسامح والسلام والذي بدأت أعماله اليوم، ولمدة يومين
ويناقش المؤتمر موضوع بعنوان “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي
وألقى البابا تواضروس كلمة في الجلسة الافتتاحية حملت عنوان “التسامح في المسيحية ودوره في ترسيخ أسس السلام المجتمعي” وجه في مستهلها التحية للحضور، معربًا عن تقديره للجامعة العربية لرعايتها لهذا المؤتمر
وأشار البابا تواضروس إلى أن القدرة على التسامح والغفران تنبع في الأصل من الشبع الداخلي للإنسان، ومن الالتصاق بالله وأن من يتسامح هو من يمتلك إرادة داخلية للتسامح .
وتناول قداسة البابا خمسة مبادئ للتسامح، وهي:
١- التسامح ضرورة وليس اختيار
٢- التسامح إيمان وعقيدة:
فالمسيحية تؤمن أن الله وحده هو الديان
٣- فرصة حقيقية للآخر
على الإنسان أن يقطع سلسلة الكراهية قبل أن تبدأ.
٤- ضبط النفس:
القوي هو من يضبط نفسه
٥- التسامح نظرة رحمة للإنسانية
نحتاج أن نزرع فضيلة التسامح في العقول والقلوب منذ الصغر.
كما تكلم البابا تواضروس عن ثلاثة أبعاد للتسامح، وهي:
١- المحبة: كما قيل “اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا.” (١كو ١٣: ٨)، وحذر قداسته من التأثير السلبي للميديا حيث أنها تسرق الوقت وتتسبب في جفاف المشاعر، والحل هو الارتباط بالله كلي المحبة “اللهَ مَحَبَّةٌ” (١يو ٤: ٨)
وأعطى مثالًا للمناضل نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا الأسبق الذي ظل سنوات طويلة في السجن بسبب دفاعه عن شعبه وحينما خرج أعلن تسامحه مع الجميع وقال مقولته الشهيرة: “الشجعان لا يخشون التسامح”.
كما قدم مثلًا من داخل مصر وهو “بيت العائلة المصرية” الذي تأسس بهدف نشر المحبة والتسامح
٢- صناعة السلام:
وأكد أنها صناعة صعبة ولابد تتوافر لدينا الشجاعة في تقديمها وألمح إلى لجنة صناع السلام التي شكلتها الكنيسة القبطية مشيرًا إلى أن لها عمل قوي في تنمية الوعي ونشر الفكر المتسامح
٣- السعادة:
وفي هذا قال قداسته: “إن تقديم المحبة والعيش في سلام يولد سعادة، والسعيد يضفي على الحياة سلامًا”.
وأضاف: “إن العالم ملئ بالبشر ولا يحتاج إلى مزيد من الناس من حيث العدد بقدر احتياجه الى بشر لديهم القدرة على تغيير وجه العالم ونشر السعادة فيه.
واختتم بالتأكيد على ضرورة إيجاد مجتمعات تنشر السلام، والسعادة وتعمل لصالح كل ما يساهم في الحياة الأفضل للإنسان، مدللًا باهتمام الكنيسة القبطية، باللاجئين السودانيين، حيث تكفلت بإنشاء مدرسة خاصة بهم، كما وأنها تهتم بهم من كل النواحي.