بقلم المأذون الشرعي الدكتور حسن غنيم .
تصوير: عادل عبد الله .
تظهر للزواج خلال النظر في نصوصه الشرعية جملة من المقاصد والغايات الجليلة التي يعود تحقيقها بالهدى والصلاح على المجتمع الإنساني، ولعل المقصد الأسمى من الزواج في نظر الشرع وعند العقلاء هو التناسل وحفظ النوع الإنساني، وأن يجد كل واحد في شريك حياته الأنس والمودة التي تؤلف بينهما، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ .
ولعل من أهم مقدمات الزواج هي حسن اختيار رفيق الدرب ، سواء الرجل للمرأة أو المرأة للرجل ، فلا ينبغي الأخذ بالمظاهر فقط فهي خداعة وكاذبة ، فهناك أسس ينبغي عليها تقييم كل منهما للأخر ، فقد قال رسولنا الكريم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ، وكذلك لابد من توافر الجدية من قبل الرجل المتقدم للزواج او المرأة المطلوبة للزواج ، فهو رباط مقدس ولبنة بناء المجتمع وأساس الأجيال القادمة .
وهكذا تتجلى المعاني السامية في الزواج ببذل الجهد في حسن اختيار كل من الطرفين للآخر، ومن أجل ذلك الدين القويم والخُلق الحميد، فلا ينبغي للرجل أن يجعل جل همه وغاية مناه الظفر بامرأة جميلة أو امرأة غنية أو امرأة حسيبة نسيبة على حين أنه دونها في كل ذلك، والعاقل اللبيب هو الذي يحرص على الاقتران بامرأة ذات دين قويم وخُلق حميد، فهذه هي التي يكون الزواج بها أجمل وأكمل، وتستقر به الحياة الزوجية، دون نكد أو تنغيص، وعلى كل منهما أن يعنى بنفاسة الجوهر، وعظمة المخبر، وإذا أمكن الجمع بين نفاسة الجوهر وعراقة المخبر مع حسن المظهر كانت السعادة في هذا الزواج أكبر وأفضل.